عملية زراعة الأسنان هي مجال جديد نسبيا في طب الأسنان. تتضمن زراعة الأسنان جميع العمليات التي يقوم بها الطبيب لزرع طعم اصطناعي في عظم الفك حيث يتم عليه بناء تاج السن.
في السنوات الأخيرة حدث تطور كبير في مجال تصميم وتصنيع طعوم الأسنان، رغم أن معظم الشركات المصنعة لا تزال تحافظ على الهيكل الأساسي للأسطوانة المصنوعة من التيتانيوم والتي في محيطها لولب في مركزه فراغ، يتم فيه تثبيت مبنى السن.
وقد تم اختيار معدن التيتانيوم بعد أن أثبتت الأبحاث أن العظم يرتبط به بشكل أفضل.
لضمان نجاح زراعة الأسنان يجب توافر شروط معينة، ومنها:
- أن يكون المريض معافى من بعض الأمراض التي تؤثر على حالة العظام مثل الحالات المتقدمة من السكّري وهشاشة العظام.
- وجود كمية مناسبة من عظام الفك، إذ أن هذا النوع من العظام يعتبر من النوع الوظيفي، والذي غالباً ما يتآكل عند فقدان السن، ولضمان نجاح عملية الزراعة يجب أولاً استعاضة العظم المفقود، ومن ثم إتمام الزراعة.
- التأكد من بُعد العظم المراد الزرع فيه عن التجاويف الأنفية وأعصاب الفك، وتلك مهمة الطبيب حيث يتم تقيمها بالتحاليل والأشعة.
- وبالطبع الحفاظ والمداومة على صحة الفم والأسنان.
كيف تبدأ زراعة الأسنان؟
بعد اتخاذ المريض قرار الاستعانة بزراعة الأسنان واختياره الطبيب المناسب، يبدأ الطبيب بعملية فحص كاملة لفم المريض. يتم الفحص بصورة اعتيادية لا تختلف كثيراً عن عمليات الكشف الدورية والروتينية، يضاف إليها إجراء أشعة مقطعية للفكين وأشعة بانوراما، وفي بعض الأحيان تحاليل دم وكالسيوم. فحص الأسنان المجاورة وصحة الفم بصورة عامة هام جداً، حيث أنه يجب توفير بيئة فموية نظيفة لاستقبال زرعات الأسنان.
ينبه الطبيب إلى الإرشادات المناسبة للحفاظ على نظافة الفم والأسنان، ويرشد المريض لتبني عادات اجتماعية صحية مثل الإقلاع عن التدخين أو الحد منها مؤقتا خلال عملية الزراعة.
مكونات زرعات الأسنان:
تتكون زرعة السن من:
- جسم الزرعة: وهو الجزء الذي يتم غرسه في الفك، ويتكون من معدن التيتانيوم الآمن تماماً وسريع الالتحام مع عظم الفك، ويتم اعتباره الجزء المعوّض لجذر السن المفقود، يتراوح قطره وطوله تبعاً لمكان وحجم السن المفقود وعدد الزرعات المجاورة له.
- المسمار الغالق: يوضع فوق جسم الزرعة بعد الانتهاء من مرحلة الزراعة.
- غطاء التشافي والالتئام: وهو غطاء مؤقت فوق جسم الزرعة والمسمار الغالق، ويبقى حتى موعد تركيب السن الجديد.
- الجزء التعويضي: وهو السن الجديد الذي يتم تركيبه وربطه بجسم الزرعة.
كيف تتم عملية زراعة السن؟
تتم عملية زراعة السن بطريقة روتينية في عيادات الأسنان، وتتم على مراحل وهي:
المرحلة الأولى: يتم إعداد المكان المناسب للزراعة بوضع الغرسات المصنوعة من معدن التيتانيوم الخالص في عظم الفك مكان السن المفقود.
المرحلة الثانية: التئام عظم الفك والغرسة وهذا ما يسمي بالالتحام العظمي، تستغرق تلك العملية ستة أشهر للفك العلوي وثلاثة أشهر للفك السفلي.
المرحلة الثالثة: التركيبة النهائية لزراعة الأسنان، فتشمل تلك المرحلة عدد من الجلسات لعمل التركيبة النهائية من طبعات للفم وتجربته للتثبيت النهائي.
تمر عملية زراعة الأسنان بدون ألم أو بألم طفيف جداً وطبيعي، يمكن التغلب عليه بأقراص المسكن العادية. وتبلغ نسبة نجاح عملية زراعة الأسنان 95 % للفك السفلي و90 % للفك العلوي. ويبلغ المتوسط العمري للأسنان المزروعة حسب ما يقرره الأطباء 25 عاماً، ومن الممكن أن تدوم طوال العمر، ولكن نضع في عين الاعتبار مدى اهتمام المريض بصحته واهتمامه بنظافة أسنانه والاعتناء بها بشكل جيد.
ظهرت في الآونة الأخيرة طريقة جديدة لغرس الأسنان أو حتى العلاج بحد ذاته عن طريق الليزر، وهي عبارة عن تدخل جراحي طفيف دون اللجوء للعمل الجراحي التقليدي عن طريق المشرط، ويمكن استخدامها في كافة المناطق التي يتواجد بها عظم كافي، حيث تتم تلك العملية عن طريق توسيع العظم من خلال عمل ثقب داخل اللثة بحجم وعمق معين بحيث لا يتجاوز قطره 5 مم، ويتم تحضير تلك الفتحة عن طريق استخدام أنواع الليزر المعروفة على اللثة في المنطقة التي سيتم فتحها.
توفر هذه الطريقة للمريض الراحة بأعلى مستوياتها، كما أنها توفر أعلى درجات التشافي والتئام الجرح بعد إتمام العملية، لما في الليزر من مميزات حرارية تعمل على التجلط الفوري للدم والتحام الأجزاء المقطوعة من اللثة والعظم.
تُعد هذه العملية على غرار إجراء العمليات عن طريق المناظير، وكمثال على ذلك، إذا أراد المريض إجراء عملية الزائدة الدودية تجرى من خلال جرح، وقد تطورت بالاستعاضة عنها بإجراء ثقب صغير، ومن هذا المنطلق تم ابتكار طريقة جديدة وسهلة وأكثر تطوراً بحسب طبيعة عظم المريض، حيث يمكن اختصار الوقت عن الطرق التقليدية لتصل في بعض الأحيان بأن تكون عملية التركيب بعد الزرع مباشرة، أو يترك من 35 إلى 180 يوم؛ لضمان التحام عظم الفك مع الزرع، يتم خلال ذلك الوقت الاستعانة بتركيبة متحركة مؤقتة.
كيف يتم التحام زرعة السن مع عظم الفك؟
يعتمد الالتئام العظمي بين الزرعة وعظام الفك بطريقة كاملة على مدى نظافة الجرح وطريقة الحفر في العظم وجودة الزرعة بحد ذاتها. تتكون زرعات الأسنان من مادة التيتانيوم ويتخذ الشكل الخارجي لجسم الزرعة من التفافات حلزونية عديدة مطلية بطبقة من الكالسيوم والكورتيزون ومضادات حيوية تسرّع من عملية الالتئام بين الزرعة وعظم الفك.
ما هي موانع جراحة غرس الأسنان؟
- أمراض القلب والسكري المزمنة.
- التدخين أكثر من 10 سجائر يوميا.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- هشاشة العظام.
- العلاج الإشعاعي
استخدامات أخرى لزراعة الأسنان:
الفكرة السائدة لزراعة الأسنان هي تعويض سن مفقود أو أكثر، لكن من الممكن استخدام زراعة الأسنان كحل مساعد لتحسين جودة عظام الفك لدى كبار السن ممن لا تسمح جودة عظامهم لاحتمال عملية زراعة أسنان كاملة للفكين. فيتم وضع 3-4 زرعات في الفك الواحد، ويوضع في الجزء المخصص لاستقبال السن الدائم مغناطيس.
في المقابل يوضع في الجزء الداخلي للطقم الكامل المتحرك القطعة الأخرى من المغناطيس مما يساعد على ثبات الطقم وعدم اهتزازه وحركته أثناء الاستخدام.
ما بعد زراعة الأسنان:
بعد إتمام عملية غرس الأسنان وتركيب السن الجديد، يتعامل المريض مع أسنانه الجديدة بطريقة طبيعية جداً، مع مراعاة تنظيف اللثة وعدم ترك فضلات الطعام، وبالطبع إجراء الكشف الدوري على الأسنان كل 6 أشهر.